وقد شهد في العصور المختلفة حملات وحشية من السلطة ، ومن الحنابلة المتطرفين الذين أسس حزبهم المتوكل .
وتقدم أن ابن عقدة رحمهالله كان يأتي من الكوفة الى بغداد ، فيملي أحاديثه على المسلمين في مسجد براثا . وأن النواصب أتباع المتوكل اعتدوا عليه وحبسوه !
وقد شهدت بغداد ومسجد براثا خاصة أنواعاً من اضطهاد السلطة للشيعة .
قال ابن طاووس في الملاحم والفتن / ٢٦٠ : « قال السليلي مصنف الكتاب : فرأيت مسجد براثا وقد هدمه الحنبليون ، وحفروا قبوراً فيه ، وأخذوا أقواماً قد حفر لهم قبور فغلبوا أهل البيت ودفنوهم فيه ، إرادةَ تعطيل المسجد وتصييره مقبرة ، وكان فيه نخل فقطع ، وأحرق جذوعه وسقوفه ! وذلك في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة , فعطل من سنته الحج ، وقد كان خرج سليمان بن الحسن يعني القرمطي في أول هذه السنة ، فقطع على الحاج وقتلهم وعطل الحاج ، ووقع الثلج ببغداد فاحترق نخلهم من البرد فهلك . فأخبرني مولاي ناقد أن أبا عمرو قاضي بغداد قال له : احترق لي بقرية على ثلاث فراسخ ببغداد يقال لها صرصر مائة ألف نخلة . قال السليلي : فأي شأن أحسن ، وأي أمر أوضح من هذا » .
أقول : ما تقدم إنما هو نماذج من ظلم المتوكل للشيعة في البلاد ، فتصور !
* *