وقد أغار الوهابيون على كربلاء سنة ١٢١٦ ، في يوم عيد الغدير ، وكان أغلب أهل كربلاء في زيارة أمير المؤمنين عليهمالسلام في النجف . وكان والي بغداد يومها سليمان باشا الكبير ، ووالي كربلاء عمر آغا ، وكان غائباً عن كربلاء ، وقيل إنه تواطأ مع الوهابية ، ولذلك لم تدافع الحامية التركية عن البلد . وكان المهاجمون بقيادة محمد بن سعود ، وعددهم نحو ألفين ، فدخلوا البلد بدون مقاومة تقريباً ، وعند دخولهم المدينة تعالت أصواتهم : أقتلوا المشركين ! وقتلوا من صادفوه ، وهدموا قبر الحسين عليهالسلام وسرقوا تحفه وذهبه ، وقلعوا القضب المعدنية والسياج والمرايا ، ونهبوا النفائس من هدايا الباشوات والأمراء والملوك ، والشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والأبواب المرصعة ، وكل ما وجدوا فيها ، وقيل إن من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة ، وعشرين سيفاً محلاة بالذهب مرصعة بالأحجار الكريمة ، وأوانٍ ذهبية وفضية ، وفيروزاً وألماساً ، وغيرها . وقتلوا قرابة خمسين شخصاً بالقرب من الضريح الشريف ، وخمس مائة في الصحن الشريف ، ولم يرحموا شيخاً ولا طفلاً .
وقدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة ، وقدرهم آخرون خمسة أضعاف ذلك .
ولم يلبثوا فيها إلا ضحوةً ، وخرجوا من كربلاء قرب الظهر ، حاملين تلك الأموال ، المنهوبة من حرم الحسين عليهالسلام ومن بيوت المسلمين !
٢. وبعد هذه الحادثة هاجم الوهابيون
النجف مرات ففشلوا في اقتحامها ، وهاجموا كربلاء ثانية ففشلوا أيضاً . قال السيد الأمين في كشف الإرتياب / ٢٠ :
« وفي سنة ١٢١٦ ، جهز سعود بن عبد
العزيز بن محمد بن سعود الوهابي ، جيشاً عظيماً من أعراب نجد ، وغزا به العراق وحاصر كربلاء ، ثم دخلها عنوة وأعمل في