ببرّهن والتحنن عليهن ، لم تظهر له زلة ، ولا عرفت له خِزْيَة . ومما رثي به ما قاله فيه أحمد بن طاهر الشاعر ، من قصيدة طويلة :
سلامٌ على الإسلام فهومودِّعٌ |
|
إذا ما مضى آلُ النبيِّ فودَّعُوا |
فَقَدْنا العُلا والمجدَ عند افتقادهم |
|
وأضحت عروشُ المكرمات تَضعضع |
أتجمع عَيْنٌ بين نومٍ ومضجعٍ |
|
ولابن رسول الله في التربِ مضجع |
فقد أقفَرَتْ دار النبيِّ محمدٍ |
|
من الدين والإسلام فالدارُ بلْقَعُ |
وقُتِّل آلُ المصطفى في خلالها |
|
وبُدِّدَ شملٌ منهمُ ليس يجمع |
ألم ترَ آلَ المصطفى كيف تصطفي |
|
نفوسَهُمُ أمُّ المنون فتتبع |
بني طاهر واللؤم منكم سجيةٌ |
|
وللغدر منكم حاسرٌ ومُقنَّعُ |
قواطعكم في الترك غير قواطعٍ |
|
ولكنها في آل أحمد تقطع |
لكم كل يوم مشربٌ من دمائهم |
|
وغُلَّتها من شربها ليس تُنْقَعُ |
رماحُكُمُ للطالبيينَ شُرَّعٌ |
|
وفيكم رماحُ الترك بالقتل شُرَّع |
لكم مرتعٌ في دار آل محمَّدٍ |
|
وداركمُ للترك والجيش مرتع |
أخِلْتم بأن الله يرعى حقوقكم |
|
وحقُّ رسول الله فيكم مضيع |
وأضحوا يُرَجُّون الشفاعة عنده |
|
وليس لمن يرميه بالوِتْرِ يَشفع |
ولما قُتل يحيى جزعت عليه نفوس الناس جزعاً كثيراً ، ورثاه القريب والبعيد ، وحزن عليه الصغير والكبير ، وجزع لقتله الملئ والدنئ ، وفي ذلك يقول بعض شعراء عصره ومن جزع على فقده :
بكت الخيلُ شَجْوَها بعد يحيى |
|
وبَكاهُ المهنَّدُ المصقولُ |
وبكتهُ العراقُ شرقاً وغرباً |
|
وبكاهُ الكتابُ والتنزيلُ |
والمصلَّى والبيتُ والركنُ والحِجْرُ |
|
جميعاً لهم عليه عويل |