بنفسي وإن فات الفداء بك الردى |
|
محاسنك اللاتي تمخُّ فتنهج |
لمن تستجد الأرض بعدك زينةً |
|
فتصبحُ في أثوابها تتبرج |
سلامٌ وريحانٌ وروحٌ ورحمةٌ |
|
عليك وممدودٌ من الظل سجسجُ |
ولا بَرِحَ القاعُ الذي أنت جارُه |
|
يرفُّ عليه الأقحوانُ المفلج |
ألا أيها المستبشرون بيومه |
|
أظلت عليكم غمةٌ لا تُفَرَّجُ |
أكلكم أمسى اطمأن مهاده |
|
بأن رسول الله في القبر مزعج |
فلا تشمتوا وليخسأ المرء منكم |
|
بوجه كأن اللون منه اليرندج |
كدأب علي في المواطن قبله |
|
أبي حسن والغصن من حيث يخرج |
كأني به كالليث يحمي عرينه |
|
وأشباله لا يزدهيه المهجهج |
كأني أراهُ والرماح تنوشُهُ |
|
شوارعُ كالأشطان تُدلى وتُخلج |
كأني أراهُ إذ هوى عن جواده |
|
وعُفر بالترب الجبين المشجج |
أجنوا بني العباس من شنآنكم |
|
وشدوا على ما في العياب واشرجوا |
وخلوا ولاة السوء منكم وغيهم |
|
فأحر بهم أن يغرقوا حيث لججوا |
نظارٌ لكم إن يرجع الحق راجع |
|
إلى أهله يوماً فتشجوا كما شجوا |
على حين لا عذري لمعتذريكم |
|
ولا لكم من حجة الله مخرج |
فلا تلقحوا الآن الضغائن بينكم |
|
وبينهم إن اللواقح تنتج |
غررتم إذا صدقتم أن حالةً |
|
تدوم لكم والدهر لونان أخرج |
لعل لهم في منطوى الغيث ثائراً |
|
سيسمو لكم والصبح في الليل مولج |
بمجر تضيق الأرض من زفراته |
|
له زجل ينفي الوحوش وهزمج |
يؤيده ركنان ثبتان : رجلة |
|
وخيل كإرسال الجراد وأوثج |
عليها رجال كالليوث بسالة |
|
بأمثالهم بثنى الأبي فيعنج |