وأحمد بن نصر ، ومحمد بن نوح بن ميمون ، ونُعَيْم بن حماد . فمات المأمون وهم في الطريق فأرجعوهم الى بغداد . ومات محمد بن ميمون في الطريق .
وأحضر المعتصم أحمد بن حنبل وناظره وأطلق سراحه ، لأنه قال لهم : أنا أقول بقول أمير المؤمنين ! كما شهد بذلك المؤرخ الثبت ابن واضح اليعقوبي .
وبقي نُعيم بن حماد في السجن عشر سنوات حتى مات . وبقي أحمد بن نصر في السجن ثلاث عشرة سنة ، فأحضره الواثق ابن المعتصم وقتله .
٣. ولكل واحد من هؤلاء الأربعة ، قصةٌ ومحاكمةٌ ومناظرةٌ ، وأعظمهم بلاءً أحمد بن نصر ، حيث أصر على رأيه بأن القرآن غير مخلوق حتى قتله الواثق بيده ! لكنهم أهملوه وبالغوا في محنة ابن حنبل ، وبالغَ هو في الحديث عن « بطولته » في السجن وصموده تحت سياط الخليفة ، وتفوقه في مناظرته لقاضي قضاة المعتصم والواثق . وروى لنفسه ورووا له الكرامات والمعجزات في المحنة !
قال
المروزي في مسائل الإمام أحمد /
١٠٩
، وابن كثير في النهاية ، ملخصاً «
١٠ / ٣٦٥ »
: « وفي عام مائتين واثني عشر أعلن المأمون القول بخلق القرآن ، وفي عام ثماني عشرة ومائتين رأى المأمون حمل الناس والعلماء والقضاة والمفتين على القول بخلق القرآن الكريم ، وكان آنذاك منشغلاً بغزو الروم ، فكتب إلى نائبه إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن ، فلما وصل الكتاب استدعى جماعة من أئمة الحديث فدعاهم إلى ذلك فامتنعوا ، فهددهم بالضرب وقطع الأرزاق ، فأجاب أكثرهم مكرهين ، واستمر على الإمتناع من