وقال ابن كثير في النهاية « ١٠ / ٣٦٨ » : « ثم أمر الخليفة بإطلاقه إلى أهله ، وكان جملة ما ضرب نيفاً وثلاثين سوطاً ، وقيل ثمانين سوطاً ، ولكن كان ضرباً مبرحاً شديداً جداً . وقد كان الإمام أحمد رجلاً رقيقاً أسمر اللون » .
يقصد : كان أحمد أسمر نحيفاً نحيل الجسم ، لايتحمل جسمه الضرب !
ونحن نثق بشهادة اليعقوبي المعاصر لأحمد ، قال في تاريخه « ٢ / ٤٧٢ » : « وامتحن المعتصم أحمد بن حنبل في خلق القرآن ، فقال أحمد : أنا رجل علمت علماً ، ولم أعلم فيه بهذا . فأحضر له الفقهاء ، وناظره عبد الرحمن بن إسحاق وغيره ، فامتنع أن يقول إن القرآن مخلوق ، فضرب عدة سياط ، فقال إسحاق بن إبراهيم : ولني يا أمير المؤمنين مناظرته ، فقال : شأنك به ! فقال إسحاق : هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أو علمته من الرجال ؟ قال : بل علمته من الرجال . قال : شيئاً بعد شئ أو جملة ؟ قال : علمته شيئاً بعد شئ . قال : فبقي عليك شئ لم تعلمه ؟ قال : بقي عليَّ . قال : فهذا مما لم تعلمه ، وقد علمكه أمير المؤمنين . قال : فإني أقول بقول أمير المؤمنين . قال : في خلق القرآن ؟ قال : في خلق القرآن ! فأشهد عليه وخلع عليه ، وأطلقه إلى منزله » .
كما نصت على ذلك شهادة الجاحظ المعاصر
لأحمد ، وهو من الأشاعرة المتعصبين ضد الشيعة ، قال في رسائله
« ٣ / ٢٩٢ »
في مناقشته لأتباع أحمد : « فنحن لم نُكفِّر إلا من أوسعناه حجة ، ولم نمتحن إلا أهل التهمة ، وليس كشف المتهم من التجسس ، ولا امتحان الظنين من هتك الأسرار . ولو كان كل كشف هتكاً وكل