٢. في الإحتجاج « ٢ / ٢٥٠ » : « سئل أبوالحسن عليهالسلام عن التوحيد فقيل له : لم يزل الله وحده لا شئ معه ثم خلق الأشياء بديعاً ، واختار لنفسه الأسماء ، ولم تزل الأسماء والحروف له معه قديمة ؟
فكتب : لم يزل الله موجوداً ثم كَوَّنَ ما أراد ، لا رادَّ لقضائه ولا مُعقب لحكمه ، تاهت أوهام المتوهمين ، وقصر طُرُف الطارفين ، وتلاشت أوصاف الواصفين ، واضمحلت أقاويل المبطلين ، عن الدَّرْكِ لعجيب شأنه ، أو الوقوع بالبلوغ على عُلُوِّ مكانه ، فهو بالموضع الذي لايتناهى ، وبالمكان الذي لم تقع عليه عيون بإشارة ولا عبارة . هيهات هيهات » !
٣. وفي التوحيد للصدوق / ٦١ : « عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، قال : لقيته عليهالسلام على الطريق عند منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول : من اتقى الله يُتقى ، ومن أطاع الله يطاع . فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت فرد علي السلام ، ثم قال : يا فتح من أرضى الخالق لم يبالِ بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق فَقَمِنٌ أن يُسلط عليه سخط المخلوق ، وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحده ، والأبصار عن الإحاطة به . جلَّ عما وصفه الواصفون ، وتعالى عما ينعته الناعتون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، فهو في بُعده قريب ، وفي قربه بعيد ، كيَّف الكيف فلا يقال له : كيف . وأيَّن الأينَ فلا يقال له أين ، إذ هو مبدع الكيفوفية والأينونية .