وكتب اليه إبراهيم بن محمد الهمداني : « إن من قِبَلَنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد ، فمنهم من يقول جسم ومنهم من يقول صورة . فكتب عليهالسلام بخطه : سبحان من لايُحد ولايُوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير » . « الكافي : ١ / ١٠٢ » .
وفي الكافي « ١ / ١٠٥ » : « عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم في الصورة فكتب : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان » .
أقول : كان هشام بن الحكم رضي الله عنه أقوى المناظرين في بغداد ، وكان هارون الرشيد يعقد له مجالس المناظرة مع كبار علماء المذاهب والأديان ، ويجلس خلف الستار يستمع . ويظهر أن هشاماً قال ذات مرة عن الله تعالى إنه جسم لا كالأجسام ، بدل أن يقول شئ لا كالأشياء ، فطار بها خصومه وقالوا هو مجسم !
أما هشام بن سالم الجواليقي رضي الله عنه ، فربما روى حديث أن الله على صورة الإنسان ، وقد يكون قَبِلَه ، فطار بها خصومه وحرفوا كلامه أيضاً !
قال الشهرستاني في الملل والنحل « ١ / ١٨٥ » : « وقال هشام بن سالم : إنه تعالى على صورة إنسان ، أعلاه مُجَوَّفٌ وأسفله مصمت ، وهو نور ساطعٌ يتلألأ ، وله حواسٌّ خمسٌ ويد ورجلٌ وأنفٌ وأذنٌ وفمٌ . وله وَفْرَةٌ سوداءُ هي نورٌ أسود ، لكنه ليس بلحم ولا دم » .