ورواها من مصادرنا علي بن إبراهيم في تفسيره بسند صحيح « ١ / ٢٨٤ » ونصها : « كان المتوكل قد اعتل علة شديدة فنذر إن عافاه الله أن يتصدق بدنانير كثيرة أو قال بدراهم كثيرة ، فعوفي ، فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه ، قال أحدهم عشرة آلاف وقال بعضهم مائة ألف ، فلما اختلفوا قال له عَبادة : إبعث إلى ابن عمك علي بن محمد بن علي الرضا فاسأله ، فبعث إليه فسأله فقال : الكثير ثمانون ، فقالوا له رد إليه الرسول فقل : من أين قلت ذلك ؟ فقال من قوله تعالى لرسوله : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ، وكانت المواطن ثمانين موطناً » .
فلا معنى لتشكيك ابن تيمية في أصلها بعد هذه الإستفاضة .
وأما تشكيكه في الفتيا بعدد المواطن التي نصر الله بها المسلمين ، فقد أيد علماء السيرة قول الإمام الهادي عليهالسلام وأن مواطن النصر ثمانون .
أما تشكيكه بالفتيا بيُحتمل ويحُتمل ، وبكثرة احتملات الفقهاء في المسألة ، فهذا لايضر بقول الإمام عليهالسلام الذي قبله الفقهاء الذين كانوا حول المتوكل ، وكان فيهم رأي مخالف كرأي ابن تيمية ، فردوه ولم يأخذوا به ، فقد ردوا رأيه أيضاً !
ثم قال ابن تيمية عن إحضار المتوكل للإمام عليهالسلام : « والحكاية التي ذكرها عن المسعودي منقطعة الإسناد ، وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى ، فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد في كتاب قد عرف بكثرة الكذب مع أنه ليس فيها الفضيلة إلا ما يوجد في كثير من عامة المسلمين ، ويوجد فيهم ما هو أعظم منها » .