يقول ابن تيمية : إن القصة كاذبة ، ولو صحت فلا فضيلة فيها تُميز الإمام الهادي عليهالسلام ! وهذا من تعصبه وهواه ، فالمسعودي ثقة ، ولم يتفرد بها ، بل استفاضت روايتها ، وصححها شيوخ يوثقهم ابن تيمية ولكنه أعشى !
فقد أرسلها الذهبي إرسال المسلمات ، ولم ينتقد سندها ولا متنها .
قال في تاريخه « ١٨ / ١٩٩ » : « وكان قد سُعِيَ بأبي الحسن إلى المتوكل ، وأن في منزله سلاحاً وكتباً من أهل قم ، ومن نيته التوثب . فكَبَسَ بيته ... » .
بل صححها في سِيَره « ١٢ / ٤١ » فمدح إمامه المتوكل لأنه بكى من موعظة الإمام الهادي عليهالسلام قال : « وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي » .
وكذلك قبلها ابن كثير فقال في النهاية « ١١ / ١٩ » : « ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس ، فبعث كبسة فوجدوه جالساً مستقبل القبلة .. الخ . » .
وكذلك فعل القلقشندي في مآثر الخلافة « ١ / ٢٣١ » قال : « ومن غريب ما اتفق له في ذلك أنه طلب علياً الزكي ، ويقال علي الهادي وعلي التقى ... فحمل إلى المتوكل والمتوكل في مجلس شرابه ، والكأس في يده فلما رآه ... » .
وكذلك فعل ابن خلكان في وفيات الأعيان « ٣ / ٢٧٢ » .
وأبو الفداء في تاريخه / ٢٣٣ ، والدميري في حياة الحيوان / ٥٥٣ ، وغيرهم .
فتبين أن ابن تيمية صاحب هوى يريد تكذيب قصة فاحت منها رائحة الخمر من إمامه ، وفاضت منها الكرامة النبوية من الإمام الهادي عليهالسلام !
* *