كتفك منديلاً ، وامض إلى أبيك يحيى فضعه في كفه . قال ففعل ، فرفع يحيى رأسه إلى ابنه فقال المتوكل : يا يحيى لاترده . قال : لا يا أمير المؤمنين ، ثم شربه وقال : قد جَلَّتْ نعمتك عندنا يا أمير المؤمنين فهنأك الله النعمة ولاسلبنا ما أنعم به علينا منك . فقال : يا يحيى ، إنما أردت أن يخدمك وزير بين يدي خليفة » .
وفي تاريخ بغداد « ١٣ / ٤٥٤ » : « حدثني أبوالعباس بن طومار قال : كنتُ أنادمُ المتوكل فكنت عنده يوماً ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له راحْ . فقال المتوكل للفتح : يا فتح إن البحتري يعشق راحاً ، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر ، فلم يره ينظر إليه ، فقال له الفتح : يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه ، فقال : ذاك دليلي عليه ، ثم قال المتوكل : يا راح خذ رطل بلور فاملأه شراباً وادفعه إليه ، ففعل .. » .
وفي ديوان الصبابة « ١ / ٢١ » : « كان للمتوكل غلامٌ إسمه شفيع ، وكان من أحسن الفتيان ، فكان المتوكل يجن به جنوناً ، فأحب يوماً أن ينادم حسين بن الضحاك وأن يرى ما بقي من شهوته ، وكان قد أسن فأحضره فسقاه حتى سكر ، وقال لشفيع : إسقه فسقاه وحياه بوردة ، وكانت على شفيع ثياب موردة ، فمد حسين يده إلى ذراع شفيع فقال المتوكل : أتخمش أخمص قدمي بحضرتي ، فكيف لو خلوت به ، ما أحوجك إلى الأدب . وكان المتوكل قد غمز شفيعاً على العبث به فدعا بدواة فكتب .. » .