فبَيَّنَ بهذه الفقرة أن سبب شجاعته درجةُ اعتصامه وعبوديته لله تعالى .
٣٧. أشهد شهادة حق ، وأقسم بالله قسم صدق أن محمداً وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق .. وأنه القائل لك : والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك :
ويؤيد هذه الشهادة النبوية أحاديث متعددة نص بعضها على أفضلية بني هاشم على غيرهم ، ونص بعضها على أن عترة النبي صلىاللهعليهوآله لا يقاس بهم أحد .
ففي مناقب أحمد لابن الجوزي / ١٦٣ : « سمعت عبد الله بن حنبل يقول : حدث أبي بحديث سفينة فقلت : يا أبة ما تقول في التفضيل ؟ قال : في الخلافة أبوبكر وعمر وعثمان . فقلت فعلي بن أبي طالب ؟ قال : يا بني علي بن أبي طالب من أهل البيت لا يقاس بهم أحد » .
وفي الرياض النضرة للطبري « ٢ / ٢٧٥ » : « قال رجل لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن : فعلي كرم الله وجهه ؟ قال ابن عمر : علي من أهل البيت لا يقاس بهم ، علي مع رسول الله في درجته ، إن الله عز وجل يقول : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، فاطمة مع رسول الله في درجته ، وعلي مع فاطمة الزهراء » .
٣٨. مولاي ، فضلك لا يخفى ، ونورك لا يُطفى ، وإن من جحدك الظلوم الأشقى : أهم هذه الصفات أنه عليهالسلام حجة الله على خلقه ، وله أدلته من القرآن والسنة . ولعن مستحلي حرمة العترة اقتداء بالنبي صلىاللهعليهوآله لأنه قال : « خمسة لعنتهم وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والتارك لسنتي ، والمكذب بقدر الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمستأثر بالفئ ، والمستحل له » . « الكافي : ١ / ٢٩٣ » .