بكر جاهد بالدعوة الى الإسلام ، وعلي قاتل فقط ! قال في تفسيره « ١١ / ٩ » : « وهذا النوع من الجهاد هو حرفة النبي « ص » وأما جهاد علي فإنما كان بالقتل ، ولا شك أن الأول أفضل » !
٤١. أشهد أنك المخصوص بمدحة الله ، المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلاً ، ولم تشرك بعبادة ربك أحداً ، وإن الله تعالى استجاب لنبيه صلىاللهعليهوآله فيك دعوته :
ففي كمال الدين / ٢٨٥ ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : « أخبرني ربي جل جلاله أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول الله ومن شركائي من بعدي ؟ قال : الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه وبي ، فقال : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ . فقلت : يا رسول الله ومن هم ؟ قال : الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد ، لايضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم البلاء ويستجاب دعاؤهم » .
٤٢. فلما أشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين ، أوحى الله رب العالمين : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ . فوضع على نفسه أوزار المسير ، ونهض في رمضاء الهجير فخطب فأسمع ، ونادى فأبلغ :
ومعنى عصمة الله لنبيه صلىاللهعليهوآله في الآية أن يعصمه من ارتداد أمته ، ولا يصح تفسيرها بغير ذلك ، كما بينا في كتاب : تفسير آيات الغدير الثلاث .