٤٣ . فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل ، ولا زاد أكثرهم إلا تخسيراً ، ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ..
٤٤. السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وأول العابدين ..
٤٥. أنت مطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكوراً ... وأنت الكاظم للغيظ ، والعافي عن الناس ، والله يحب المحسنين . وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس ..
وهذه صفات ثابتةٌ لأمير المؤمنين عليهالسلام دون مخالفيه ، وقد روتها مصادر الجميع .
٤٦. والله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله : أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ . وقد ورد تفسيرها بأمير المؤمنين عليهالسلام .
٤٧. وأنت المخصوص بعلم التنزيل ، وحكم التأويل ، ونصر الرسول ، ولك المواقف المشهورة ، والمقامات المشهورة ، والأيام المذكورة ، يوم بدر ويوم الأحزاب :
وقد روى المؤرخون أن المسلمين قتلوا نصف قتلى بدر من عتاة المشركين ، وقتل علي عليهالسلام وحده نصفهم . وحاول القرشيون بعدها أن يطمسوا بطولة علي عليهالسلام !
قال
عمر بن عبد العزيز كما في شرح النهج : ٤ / ٥٨ :
« كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود ، فمر بي يوماً وأنا ألعب مع الصبيان ، ونحن نلعن علياً ، فكره ذلك ودخل المسجد ، فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وردي ، فلما رآني قام فصلى وأطال في الصلاة شبه المعرض عني ، حتى أحسست