وقد انهزم في حنين جميعاً وكانوا اثني عشر ألفاً ! ونكثوا بيعتهم تحت الشجرة في الحديبية على أن لايفروا ! وثبت مع النبي صلىاللهعليهوآله بنو عبد المطلب ومعهم أيمن بن أم أيمن فقط ، فقاتل النبي صلىاللهعليهوآله قتال الأبطال ، ورتب علي عليهالسلام بني هاشم لحماية النبي صلىاللهعليهوآله ، وحمل على هوازن وكانوا عشرين ألفاً ، وكان يقصد قادتهم واحداً بعد الآخر ، حتى قتل أربعين من حمَلَة الرايات ! وكان يأسر بعضهم ويأتي بهم فيضعهم عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ! وقد أقسم ابن هشام في السيرة « ٤ / ٨٩٦ » فقال : « فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتَّفين عند رسول الله » . وكان علي عليهالسلام هو الذي أسرهم وكتَّفهم !
٥٠. ويوم خيبر إذ أظهر الله خَوَرَ المنافقين ، وقطع دابرَ الكافرين ، والحمد لله رب العالمين : وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا :
وكان النبي صلىاللهعليهوآله فتح القسم الأول من خيبر واسمه : النطاة ، وترك فيه علياً عليهالسلام يرتب أموره ، وجاء الى القسم الآخر واسمه : الكتيبة ، والفاصلة بينهما بضعة كيلومترات ، فحاصر حصونها وأهمها : القموص ، والسلالم والوطيح ، حاصرها أكثر من عشرين يوماً ، وكان يرسل المسلمين بقيادة الصحابة المعروفين فيرجعون منهزمين ، وقد وبخهم الله تعالى بقوله : وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا .
ثم قال الصحابة أرسل الى علي عليهالسلام فأرسل اليه النبي صلىاللهعليهوآله وجاء وكان أرمد العينين ، فشافاه رسول الله صلىاللهعليهوآله بريقه ، وقال فيه كلمته المعروفة .