قال ابن هشام « ٣ / ٧٩٧ » : « بعث أبا بكر الصديق برايته إلى بعض حصون خيبر ، فقاتل فرجع ولم يك فتح ، وقد جَهِدَ ! ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يك فتح ، وقد جَهِدَ ! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ليس بفرار ! فدعا رسول الله علياً وهو أرمد فتفل في عينه ثم قال : خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك . يقول سلمة : فخرج والله بها يأنج ، يهرول هرولة ، وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن .. فما رجع حتى فتح الله على يديه » .
٥١. مولايَ ، أنت الحجة البالغة ، والمحجة الواضحة ، والنعمة السابغة ، والبرهان المنير ، فهنيئاً لك ما آتاك الله من فضل ، وتباً لشانئك ذي الجهل ... شهدتَ مع النبي صلىاللهعليهوآله جميع حروبه ومغازيه ، تحمل الراية أمامه ، وتضرب بالسيف قدامه ...
٥٢. وكم من أمرٍ صدَّك عن إمضاء عزمك فيه التُّقى ، واتبع غيرك في نيله الهوى .. ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى ، بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحيلة ، ودونها حاجزٌ من تقوى الله ، فيدعها رأيَ العين ، وينتهز فرصتها من لا جريحة له في الدين !صدقتَ وخسر المبطلون :
وهذه ميزة سامية لأمير المؤمنين عليهالسلام على غيره ، في
إصراره على طهارة الوسي لة والهدف ، فهدفه إعادة العهد النبوي ، وتثبيت قيم الإسلام ، حتى لو كان فيها خسارة سياسية عليه . وقد انتقد سياسة الغدر ومخالفة قيم الإسلام ، فقال «
نهج البلاغة : ١ / ٩٢ » : « ولقد أصبحنا في
زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ! ما لهم قاتلهم الله . قد يرى الحُوَّلُ القُلَّبُ
وجهَ