إن هذا العدد من الجواري والمحظيات ترك في تاريخنا صوراً مشوهةً ، وعكسَنَا أمام الناس بأننا جنسٌ متجسد ، وسعارُ نهمٍ لا حدود لاستشرائه ، فما جاء الإسلام ليحيل الدنيا إلى حمئة من الجنس يغرق فيها الإنسان ويجمع من الجواري ما لايستطيع تغطية حاجاته من النكاح ، وبالتالي يوفر له سبل الإنحراف » !
٢. وفي نهاية الإرب « ٥ / ١١٢ » : « وقال علي بن الجهم : كانت محبوبةُ لعبد الله بن طاهر ، أهداها إلى المتوكل في جملة أربع مائة جارية ، وكانت بارعة الحسن والظَّرف والأدب ، مغنيةً محسنةً ، فحظيت عند المتوكل حتى كان يجلسها خلف الستارة وراء ظهره ، إذا جلس للشرب ، فيدخل رأسه إليها فيراها ويحدثها في كل ساعة » .
وفي مروج الذهب « ٤ / ٤٢ » : « لما أفضت الخلافة الى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله ، أهدى اليه الناس على أقدارهم ، وأهدى اليه ابن طاهر هدية فيها مائتا وصيفة ووصيف ، وفي الهدية جارية يقال لها محبوبة كانت لرجل من أهل الطائف ، قد أدبها وثقفها وعلمها من صنوف العلم ، وكانت تقول الشعر وتلحنه وتغني به على العود ، وكانت تحسن كل ما يحسنه علماء الناس ، فحسن موقعها من المتوكل ، وحلت من قلبه محلاً جليلاً ، لم يكن أحد يعدلها عنده .
قال علي « بن الجهم نديمه »
: فدخلت عليه يوماً للمنادمة ، فلما استقر بي المجلس قام فدخل بعض المقاصير ، ثم خرج وهو يضحك ، فقال لي : ويلك يا علي ، دخلت