أصلح للحكم . فأمر بإخراجه ! وكان هو وإبراهيم التيمي قد تعاقدا أن لا يتولى واحد منهما القضاء ، فدعا بإبراهيم فقال له المتوكل : إني أريدك للقضاء ، فقال : على شريطة يا أمير المؤمنين . قال : وما هي ؟ قال : أن تدعو لي دعوة فإن دعوة الإمام العادل مستجابة ! فولاه » .
أقول : لقد وفى ابن عبد الملك بعهده ، لكن إبراهيم التيمي نكث ، ثم تزلف الى المتوكل وطلب منه أن يدعوله ، لأن دعاء الإمام العادل مستجاب !
ثم نجح المتوكل في إقناع الحسن بن أبي الشوارب ، ونصبه قاضي القضاة .
قال في تاريخ بغداد « ٧ / ٤٢٢ » : « الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، القرشي ثم الأموي : وليَ القضاء بسر من رأى في أيام جعفر المتوكل وبعده » .
وقال الذهبي في سيره « ١١ / ١٠٤ » : « لما ولي ولده الحسن بن أبي الشوارب القضاء تخوف عليه ، وقال : يا حسن : أعيذ وجهك الحسن من النار » .
وقال في تاريخ بغداد « ٥ / ٢٥١ » : « قال أبوالعلاء : فيرى الناس أن بَركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت على ولده ، فوليَ منهم أربعة وعشرون قاضياً ، منهم ثمانية تقلدوا قضاء القضاة ، آخرهم أبوالحسن أحمد بن محمد بن عبد الله ، وما رأينا مثله جلالة ونزاهة وصيانة » .
أقول
: كيف يكون منصب القضاء مذموماً وتركه فضيلة ، ثم يكون نعمةً على أولاده ببركة تركه له ! فالأصح أن يقال إنه ترك القضاء ، وتورط فيه أولاده . وقد رووا عنه