قال ابن كثير في النهاية « ١٠ / ٣٤٣ » : « شرب ليلةً مع المتوكل ، فعربد عليه المتوكل فهمَّ إيتاخ بقتله ، فلما كان الصباح اعتذر المتوكل إليه وقال له : أنت أبي وأنت ربيتني ، ودسَّ اليه من يشير إليه بأن يستأذن للحج .. » .
قال الطبري « ٧ / ٣٥٠ » : « ذكر أن إيتاخ كان غلاماً خزرياً لسلام الأبرش طباخاً ، فاشتراه منه المعتصم في سنة ١٩٩ وكان لإيتاخ رَجْلَةٌ وبأسٌ ، فرفعه المعتصم ومن بعده الواثق حتى ضم إليه من أعمال السلطان أعمالاً كثيرة ، وولاه المعتصم معونة سامرا مع إسحاق بن إبراهيم ، وكان من قِبَله رجُلٌ ومن قِبَل إسحاق رجُلٌ ، وكان من أراد المعتصم أو الواثق قَتْلَهُ فعند إيتاخ يُقتل ، وبيده يحبس ، منهم محمد بن عبد الملك الزيات ، وأولاد المأمون من سندس وصالح بن عجيف وغيرهم . فلما وليَ المتوكل كان إيتاخ في مرتبته إليه الجيش ، والمغاربة ، والأتراك ، والموالي ، والبريد ، والحجابة ، ودار الخلافة .
فخرج المتوكل بعد ما استوت له الخلافة متنزهاً إلى ناحية القاطول ، فشرب ليلة فعربد على إيتاخ فهمَّ إيتاخ بقتله ، فلما أصبح المتوكل قيل له فاعتذر إليه والتزمه وقال له : أنت أبي وربيتني ، فلما صار المتوكل إلى سامرا دسَّ إليه من يشير عليه بالإستئذان للحج ففعل وأذن له ، وصيره أمير كل بلدةٍ يدخلها ، وخلع عليه وركب جميع القواد معه ، وخرج معه من الشاكرية والقواد والغلمان سوى غلمانه وحشمه بشر كثير ، فحين خرج صيرت الحجابة إلى وصيف ..