٤. وفي معرفة الجواهر لأبي الريحان البيروني « ١ / ٧٠ » : « دخل بختيشوع على المتوكل يوم مهرجان « عيد نيروز الفرس » فقال : أين هديتك ؟ فقال : هديتي لم يملكها خليفة قبلك ولا مَلِك ! وأخرج ملعقة زبرجد توزن ثمانية مثاقيل ، وحكى عن أبيه جبريل أنه فصد دنانير جارية يحيى بن خالد ، وأنه لما عاد إليها للتثنية وجدها تأكل رماناً بهذه الملعقة ، وحين تم التسريح وشد العرق قالت له : خذ هذه الملعقة فأخذتها . فاعجب بها المتوكل وقال بحقٍّ ما أهلكوا أنفسهم !
وأحضر عتاب الجوهرى لتقويمها فنكل وقال : ما أعرف لهذه قيمة » !
٥. وفي تاريخ الطبري « ٣ / ٣٨٢ » : « وفيها « سنة ٢٤٤ » غضب المتوكل على بختيشوع وقبض ماله ، ونفاه إلى البحرين » .
وفي تاريخ الطبري « ٧ / ٣٨٧ » : « وفيها « سنة ٢٤٥ » ضرب بختيشوع المتطبب مائة وخمسين مقرعة ، وأثقل بالحديد ، وحبس في المطبق في رجب » .
أقول : تدل هذه النصوص على أن المتوكل شخصية مريضة ، فبدل أن يُقدر طبيبه ويحبه ، ويستفيد من فكره ونبوغه لنفع المسلمين ، أو نفعه الشخصي ، حسده وحقد عليه ودمر حياته ، وخسَّرَ المجتمع طبيباً نابغاً !
فلا شك أنه مريض بالحسد ، وصاحب شخصية معقدة غير سوية .