بساطاً إبريسماً غَرْزٌ مُذَهَّبٌ مفروز مبطَّن ، فلما رآه المتوكل أعجب به وأراد أن يعرف قيمته ، فجمع عليه التجار فذكر أنه قُوَّم على أوسط القيم عشرة آلاف دينار . فبسط في الإيوان وبسط للخليفة في صدر الإيوان سرير ، ومُدَّ بين يديه أربعة آلاف مرفع ذهب مرصعة بالجوهر ، فيها تماثيل العنبر والنِّد والكافور المعمول على مثل الصور ، منها ما هو مرصع بالجوهر مفرداً ، ومنها ما عليه ذهب وجوهر ، وجعلت بساطاً ممدوداً ، وتغدى المتوكل والناس .
وجلس على السرير ، وأحضر الأمراء والقواد والندماء وأصحاب المراتب ، فأجلسوا على مراتبهم ، وجعل بين صوانيهم والسماط فُرْجة .
وجاء الفراشون بزُبُل « جمع زنبيل » قد غُشِّيت بأدَم مملوءة دنانير ودراهم نصفين ، فصبت في تلك الفرج حتى ارتفعت ، وقام الغلمان فوقها ، وأمروا الناس عن الخليفة بالشرب ، وأن يَتَنَقَّلَ « من النُّقْل وهو ما يؤكل مع الخمر » كل من يشرب بثلاث حفنات ، ما حملت يداه من ذلك المال . فكان إذ أثقل الواحد منهم ما اجتمع في كمه أخرجه إلى غلمانه فدفعه إليهم وعاد إلى مجلسه ، وكلما فرغ موضع أتى الفراشون بما يملؤونه به حتى يعود إلى حاله .
وخلع على سائر من حضر ثلاث خلع كل واحد ، وأقاموا إلى أن صليت العصر والمغرب ، وحملوا عند انصرافهم على الأفراس والشهاري « البغال » .
وأعتق المتوكل عن المعتز ألف عبد ، وأمر
لكل واحد منهم بمائة درهم وثلاثة أثواب . وكان في صحن الدار بين يدي الإيوان أربع مائة بلية «
بالة » عليهن أنواع