قالت : فإن رأى أمير المؤمنين أن يتمم المنة فهو المنعم على كل حال . فقال : أدخلي فإنا سنرد على ما نحب . قال : فمكثنا ثلاثة أيام ونحن كأننا في بعض رياض الجنة ، ووصلني بعد ذلك ببدرة ، فأخذتها وانصرفت » !
وكان حضرة الخليفة مسرفاً مبذراً لأموال المسلمين
قال المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ٤٠ » : « وقد قيل : إنه لم تكن النفقات في عصر من الأعصار ولا وقت من الأوقات ، مثلَها في أيام المتوكل !
ويقال : إنه أنفق على الهاروني والجوسق الجعفري أكثر من مائة ألف ألف درهم ، هذا مع كثرة الموالي والجند والشاكرية ، ودُور العطاء لهم ، وجليل ما كانوا يقبضونه في كل شهر ، من الجوائز والهبات » .
وفي كتاب الديارات « ١ / ٣٨ » : « القادسية ، من أحسن المواضع وأنزهها ، وهي من معادن الشراب ومناخات المتطربين . جامعة لما يطلب أهل البطالة والخسارة .
وبالقادسية بنى المتوكل قصره المعروف بِبُرْكَوَار ، ولما فرغ من بنائه وهبه لابنه المعتز وجعل إعذاره « ختانه » فيه ، وكان من أحسن أبنية المتوكل وأجلها ، وبلغت النفقة عليه عشرين ألف ألف درهم .
قال : ولما صح عزمه على إعذار «
ختان » أبي عبد الله المعتز ، أمر الفتح بن
خاقان بالتأهب له ، وأن يلتمس في خزائن الفرش
بساطاً للإيوان في عرضه وطوله ، وكان طوله مائة ذراع وعرضه خمسون ذراعاً
، فلم يوجد إلا فيما قبض عن بني أمية ، فإنه وجد في أمتعة هشام بن عبد
الملك على طول الإيوان وعرضه ، وكان