فلما حصل المعتز في أيديهم بعث « وصيف » إلى مدينة السلام في محمد بن الواثق الملقب بالمهتدي ، وقد كان المعتز نفاه إليها واعتقله فيها ، فأتى به في يوم وليلة إلى سامرا ، فتلقاه الأولياء في الطريق ودخل إلى الجوسق ، وأجاب المعتز إلى الخلع » .
وفي تاريخ مختصر الدول / ١٤٧ : « وفي سنة خمس وخمسين ومائتين صار الأتراك إلى المعتز يطلبون أرزاقهم فماطلهم بحقهم ، فلما رأوا أنه لا يحصل منه شئ دخل إليه جماعة منهم فجروا برجله إلى باب الحجرة وضربوه بالدبابيس ، وأقاموه في الشمس في الدار ، وكان يرفع رجلاً ويضع رجلاً لشدة الحر ! ثم سلَّموه إلى من يعذبه ، فمنعه الطعام والشراب ثلاثة أيام ، ثم أدخلوه سرداباً وجصصوا عليه فمات . وكانت خلافته .. أربع سنين وسبعة أشهر » .
أقول : كانت أمه من أجمل جواري المتوكل ، وسماها قبيحة ليرد عنها الحسد ! وكانت تجمع الأموال والذهب والكنوز ، فلما احتاج ابنها المعتز رواتب لجنوده ليخلص نفسه من القتل ، بخلت عليه ، فقتلوا ابنها قاتل الإمام الهادي عليهالسلام . ثم وجدوها واستخرجوا ثروتها الهائلة .
قال
في النجوم الزاهرة «
٣ / ٢١ »
: « وفيها «
سنة ٢٥٥ » عظم أمر ابن وصيف ، وقبض على حواشى المعتز بالله الخليفة ، فسأله المعتز فى إطلاق واحد منهم فلم يفعل ، ولا زال أمره يعظم إلى أن خلع المعتز بالله من الخلافة في رجب ، ثم قتل بعد خلعه بأيام . واختفت أم المعتز قبيحة ، ثم ظهرت فصادرها صالح بن وصيف المذكور ، وأخذ منها أموالاً عظيمة ، ثم نفاها إلى مكة ، وكان مما أخذ منها ابن