يعملون الحساب .. وقد ضرب جماعة من الكبار ، ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد لرفضٍ فيه .. وفي أوائل خلافته عَبَّأ موسى بن بغا جيشه ، وشهر السلاح بسامراء لقتل صالح بن وصيف بدم المعتز ، ولأخذه أموال أمه قبيحة وأموال الدواوين .. فهجم بمن معه والمهتدي جالس في دار العدل ، فأقاموه وحملوه على أكدش « بغل » وانتهبوا القصر ..
ثم خرج المهتدي وعليه ثياب بيض وتقلد سيفاً ، وأمر بإدخالهم إليه فقال : قد بلغني شأنكم ، ولست كالمستعين والمعتز ، والله ما خرجت إلا وأنا متحنط وقد أوصيت ، وهذا سيفي فلأضربن به ما استمسك بيدي ، أما دينٌ أما حياءٌ أما رِعَةٌ ؟ كم يكون الخلاف على الخلفاء والجرأة على الله ! فركب المهتدي وصالح بن علي في عنقه المصحف يصيح : أيها الناس ، أنصروا إمامكم ..
وتفلل جمع المهتدي واستحر بهم القتل ، فولى والسيف في يده يقول : أيها الناس قاتلوا عن خليفتكم ، ثم دخل دار صالح بن محمد بن يزداد ، ورمى السلاح ولبس البياض ليهرب من السطح ، وجاء حاجب باكيال فأعلم به ، فهرب فرماه واحد بسهم ونفحه بالسيف ، ثم حمل إلى الحاجب فأركبوه بغلاً وخلفه سائس ، وضربوه وهم يقولون : أين الذهب ؟ فأقرَّ لهم بست مئة ألف دينار مودعة ببغداد ، فأخذوا خطه بها ، وعَصَرَ تركيٌّ على أنثييه فمات ! وقيل : أرادوا منه أن يخلع نفسه فأبى فقتلوه رحمهالله ، وبايعوا المعتمد على الله » .