٤. يظهر أن عيسى هذا كان لا يقبل الولاية ، أو كان المتوكل لا يوليه بلداً بسبب ولائه للعلويين ! وقد ولى على المدينة ومكة عمه وابن عمه : محمد بن عيسى ، وابن عمه : علي بن عيسى بن جعفر بن المنصور . « صبح الأعشى : ٤ / ٢٧١ » .
٥. وكان عيسى رحمهالله يعيش في سامراء ، وله مخصصات من المتوكل كبقية شخصيات العباسيين ، فقد قال رحمهالله كما في أمالي الطوسي / ٢٨٥ : « قصدتُ الإمام عليهالسلام يوماً فقلت : يا سيدي ، إن هذا الرجل قد اطَّرَحني وقطع رزقي ومَلَّني ، وما أتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك ، فإذا سألتَهُ شيئاً منه يلزمُهُ القبول منك ، فينبغي أن تتفضل علي بمسألته . فقال : تكفى إن شاء الله .
فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل ، رسولٌ يتلو رسولاً ، فجئت والفتح على الباب قائم فقال : يا رجل ، ماتأوي في منزلك بالليل ؟ كَدَّ هذا الرجل مما يطلبك ! فدخلتُ وإذا المتوكل جالس في فراشه ، فقال : يا أبا موسى نشغل عنك وتنسينا نفسك ، أيُّ شئ لك عندي ؟ فقلت : الصلة الفلانية ، والرزق الفلاني ، وذكرت أشياء ، فأمر لي بها وبضعفها .
فقلت للفتح : وافى عليُّ بن محمد إلى هاهنا ؟فقال : لا . فقلت : كتب رقعة ؟ فقال : لا . فوليت منصرفاً فتبعني ، فقال لي : لست أشكُّ أنك سألته دعاءً لك ، فالتمس لي منه دعاء ! فلما دخلت إليه عليهالسلام قال لي : يا أبا موسى هذا وجهُ الرضا . فقلت : ببركتك يا سيدي ، ولكن قالوا لي : إنك ما مضيت إليه ولا سألته . فقال : إن الله تعالى علم منا أنا لا نلجأ في المهمات إلا إليه ، ولا نتوكل في الملمات إلا عليه وعودنا إذا سألنا الإجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا .