فإذا معه الزنفيلجة فيها المال ، فأخذته ودخلت به إليه فقال : قل له : هات المخنقة التي قالت لك القُمِّيَّة : إنها ذخيرة جدتها ! فخرجتُ إليه فأعطانيها فدخلت بها إليه فقال لي : قل له : الجبة التي أبدلتها منها ردها إلينا ، فخرجت إليه فقلت له ذلك ، فقال : نعم ، كانت ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبة ، وأنا أمضي فأجئ بها . فقال : أخرج فقل له : إن الله تعالى يحفظ ما لنا وعلينا ، هاتها من كتفك ، فخرجت إلى الرجل فأخرجها من كتفه فغشي عليه ، فخرج إليه عليهالسلام فقال له : قد كنتُ شاكاً فتيقنتُ » !
٣. تدل الرواية على أن عيسى المذكور كان من شخصيات بني العباس ، ومن المحترمين عند المتوكل ، بحيث يدخل عليه وهو يشرب الخمر .
وكان المتوكل يعرف علاقته بالإمام عليهالسلام وتشيعه له ، فدعاه ليشرب الخمر معه ، ثم استثنى وقال له أنت لاتشرب معي ، بل تشرب مع إمامك علي بن محمد !
وهذه خباثة من المتوكل ، لأنه يعرف أن الإمام عليهالسلام لا يشرب ، وقد أجابه عيسى بجواب وقال إنه لم يُعده عليه ، حتى لايغضبه !
قال له : « ليس تعرف من في يدك إنما يضرك ولا تضره . ولم أعد ذلك عليه » .
ومعناه : أنك لاتعرف علي بن محمد عليهالسلام من هو ، وإنك بحبسك إياه وكلامك عليه تضر نفسك ، ولا تضره !