« ١ / ٣٧٢ » : « لكن إرادة الله غالبة ، إذ سرعان ما انكشف زيف أمره ، ثم ندم على ما فعل ، وتاب على ما قيل ولذا سمي بجعفر الكذاب ، ثم جعفر التواب . علماً بأنه من الناس العاديين الذين يجوز عليم الكذب والخطأ والنسيان والعصيان ، وادعاء الباطل والحسد . وهذا ليس بغريب في الكون وقد سبقه قابيل بقتل أخيه هابيل ، وإخوة يوسف عند ما ألقوا يوسف في الجب » .
وقال الشيخ مُغنية في الشيعة في الميزان / ٢٥٠ : « كان للإمام العسكري أخ يسمى جعفراً ، وكان يكيد له ويدس عليه وعلى شيعته الدسائس عند الخلفاء ، وقد لحق بالموالين الأذى والحبس والتشريد من وشايته وافتراءاته ، وادعى الإمامة بعد أخيه ، ولذلك قيل له الكذاب .
وجاء جعفر هذا إلى الوزير ابن خاقان بعد أن قُبض أخوه الإمام وقال له : اجعل لي مرتبة أبي وأخي ، وأعطيك في كل سنة عشرين ألف دينار . فنهره الوزير وقال له : يا أحمق إن السلطان جرد سيفه وسوطه على الذين والوا أباك وأخاك ليردهم عن ذلك فلم يقدر ، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى إمام يرتبك مراتبهم ، وإن لم تكن عندهم بهذه المرتبة لم تنلها ، وإن ساندك السلطان وغيره . ثم أمر الوزير أن يحجب عنه جعفر ولا يؤذن له عليه بالدخول .