وزكرياء ، وميمون بن إبراهيم ، ومحمد بن موسى المنجم ، وأخاه أحمد بن موسى ، وعلي بن يحيى بن أبي منصور ، وجعفر المعلوف مستخرج ديوان الخراج وغيرهم نحواً من عشرين رجلاً ، فوقع ذلك من المتوكل موقعاً أعجبه وقال له : أغد غدوةً فلما أصبح لم يشك في ذلك ، وناظر عبيد الله بن يحيى المتوكل فقال له : يا أمير المؤمنين أراد أن لا يدع كاتباً ولا قائداً ولا عاملاً إلا أوقع بهم ، فمن يقوم بالأعمال يا أمير المؤمنين !
وغدا نجاح فأجلسه عبيد الله في مجلسه
ولم يؤذن له ، وأحضر موسى بن عبد الملك والحسن بن مخلد ، فقال لهما عبيد الله : إنه إن دخل إلى أمير المؤمنين
دفعكما إليه فقتلكما ، وأخذ ما تملكان ، ولكن اكتبا إلى أمير المؤمنين رقعة تقبلان به
فيها بألفي ألف دينار ، فكتبا رقعة بخطوطهما وأوصلها عبيد الله بن يحيى وجعل يختلف بين أمير المؤمنين ، ونجاح وموسى بن عبد الملك والحسن بن مخلد ، فلم يزل يدخل ويخرج ويعين موسى والحسن ، ثم أدخلهما على المتوكل فضمنا ذلك وخرج معهما فدفعه إليهما جميعاً والناس جميعا الخواص والعوام ، وهما لا يشكان أنهما وعبيد الله بن يحيى مدفوعون إلى نجاح للكلام الذي دار بينه وبين المتوكل فأخذاه وتولى تعذيبه موسى بن عبد الملك ، فحبسه في ديوان الخراج بسامرا وضربه درراً وأمر المتوكل بكاتبه إسحاق بن سعد ، وكان يتولى خاص أموره وأمر ضياع بعض الوُلد ، أن يغرم واحداً وخمسين ألف دينار ، وحلف على ذلك وقال إنه أخذ مني في أيام الواثق ، وهو يخلف عن عمر بن فرج خمسين ديناراً