حتى أطلق أرزاقي ، فخذوا لكل دينار ألفاً وزيادة ألف فضلاً ، كما أخذ فضلاً فحبس ، ونُجِّمَ عليه في ثلاثة أنجم ، ولم يطلق حتى أدى تعجيل سبعة عشر ألف دينار ، وأطلق بعد أن أخذ منه كفلاء بالباقي ، وأخذ عبد الله بن مخلد فأغرم سبعة عشر ألف دينار ، ووجه عبيد الله الحسين بن إسماعيل وكان أحد حجاب المتوكل ، وعتاب بن عتاب عن رسالة المتوكل ، أن يضرب نجاح خمسين مقرعة إن هو لم يقر ويؤدِّ ما وصف عليه ، فضربه ثم عاوده في اليوم الثاني بمثل ذلك ، ثم عاوده في اليوم الثالث بمثل ذلك ، فقال : أبلغ أمير المؤمنين أني ميت ، وأمر موسى بن عبد الملك جعفراً المعلوف ومعه عونان من أعوان ديوان الخراج ، فعصروا مذاكيره حتى برد فمات ، فأصبح فركب إلى المتوكل فأخبره بما حدث من وفاة نجاح ، فقال لهما المتوكل : إني أريد مالي الذي ضمنتماه ، فاحتالاه فقبضا من أمواله وأموال ولده جملة ، وحبسا أبا الفرج وكان على ديوان زمام الضياع من قبل أبي صالح بن يزداد ، وقبضا أمتعته كلها ، وجميع ملكه ، وكتبا على ضياعه لأمير المؤمنين ، وأخذا ما أخذا من أصحابه .. الخ . » .
أقول : هذه صورة لإدارة دولة الخلافة الإسلامية ، وتكالب خليفتها وكبار وزرائه على أموال المسلمين المستضعفين ! فكيف يجوز تسميته خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتلقيبه المتوكل على الله ! وأي إدارة هذه ؟ وأي خلافة لرسول الله هذه ؟!