نكب كاتب إيتاخ سليمان بن وهب ثم احتاج اليه !
روى التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة « ١ / ٥١ » كيف أخذ المتوكل كاتب إيتاخ ، قال : « سمعت عبيد الله بن سليمان بن وهب يقول : كان المتوكل من أغلظ الناس على إيتاخ ، فذكر فيه حديثاً طويلاً ، وصف فيه كيف قبض المتوكل على إيتاخ وابن وهب ببغداد لما رجعا من الحج بيد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب .
قال سليمان بن وهب : وساعة قبض على إيتاخ ببغداد قبض عليَّ بسر من رأى ، وسُلِّمْتُ إلى عبيد الله بن يحي . وكتب المتوكل إلى إسحاق بن إبراهيم بدخوله بسر من رأى ، ليتقوى به على الأتراك ، لأنه كان معه بضعة عشر ألفاً لكثرة الظاهرية بخراسان ، وشدة شوكتهم ، فلما دخل إسحاق أمر المتوكل بتسليمي إليه وقال : هذا عدوي ففصل عظامه ! هذا كان يلقاني في أيام المعتصم فلا يبدأني بالسلام ، وأبدأه لحاجتي فيرد عليَّ كما يرد المولى على عبده ، وكل ما دبره إيتاخ فعن رأيه ! فأخذني إسحاق وقيدني بقيد ثقيل ، وألبسني جبة صوف ، وحبسني في كنيف وأغلق على خمسة أبواب ، فكنت لا أعرف الليل من النهار ، فأقمت كذلك نحو عشرين يوماً لايفتح على الباب إلا حملةً واحدة في كل يوم وليلة ، ويدفع إلى فيهما خبز شعير وملح وماء حار ، فكنت آنس بالخنافس وبنات وردان ، وأتمنى الموت لشدة ما أنا فيه .. » ثم روى كيف اضطر المتوكل للإفراج عنه لخبرته في تحصيل مالية البلاد التي كان يحكمها إيتاخ ، وهي : مصر ، والكوفة ، والحجاز ، وتهامة ، ومكة ، والمدينة . « النجوم الزاهرة : ٢ / ٢٧٥ » .