وقال عليهالسلام عنهما أيضاً : « اللّهمّ ! إنّهما قطعاني وظلماني ، ونكثا بيعتي (١) ، وألّبا الناس علَيَّ ، فاحْلُل ما عقدا ، ولا تحكم لهما ما أبرما ، وأرهما المساءَة في ما أمّلا وعَمِلا ، ولقد استثبتهما قبل القتال ، واستأنيتُ بهما أمام الوقاع ، فغمطا النعمة وردّا العافية » (٢).
وقال عليهالسلام في كتاب بعثه إليهما : « وقد زعمتما أنّي قتلتُ عثمان ! فبيني وبينكما مَن تخلَّف عنّي وعنكما من أهل المدينة ، ثمّ يلزم كلّ امرئٍ بقدر ما احتمل (٣) ، فارجعا أيّها الشيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من قبل أن يجتمع العار والنار » (٤).
أمّا زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة ، الّتي خرجت عليه مع طلحة والزبير ، فقد قال عليهالسلام عنها : « وأمّا فلانة فأدركها رأي النساء ، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلَيَّ لم تفعل (٥) ،
__________________
(١) وقد ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه أمَر عليّاً عليهالسلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وهم : أهل الجَمل ، وأهل صفين ، والخوارج ; راجع ذلك في : المستدرك علىٰ الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ١٥٠ ، مسند أبي يعلى ١ / ٣٩٧ ، ٣ / ١٩٤ ، المعجم الأوسط ٨ / ٢١٢ ، ٩ / ١٦٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٦٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨.
(٢) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٢١.
(٣) أي : نرجع في الحكم لمَن تقاعد عن نصري ونصركما من أهل المدينة ، فإن حكموا قبلنا حكمهم ، ثمّ ألزمت الشريعة كلّ واحد منّا بقدر مداخلته في قتل عثمان.
(٤) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١١٢.
(٥) قال الشيخ محمّد عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج : ٢ / ٤٨ ـ : المرجل : القدر ، والقين ـ بالفتح ـ : الحدّاد ، أي أنّ ضغينتها وحقدها كان دائمي الغليان كقدر الحدّاد فإنّه يغلي ما دام يصنع.
لتنال من غيري ... الخ : أي لتصيب من غيري غرضاً من الإساءة والعدوان مثل ما أتت إليَّ : أي فعلت بي ، لم تفعل ، لأنّ حقدها كان عليَّ خاصّة.