قال الدليمي :
« علم الغيب من العلوم الّتي اختصّ الله بها فلا يعلم أحد الغيب إلاّ الله ، وهذا المعلوم من الدين بالضرورة ، وقد جاءت الآيات القرآنية قاطعة في الدلالة علىٰ ذلك ، وكذلك الأحاديث النبوية ، قال تعالىٰ : ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (١) ، ومن أسماء الله الحسنىٰ الخاصة به تعالىٰ : « عالم الغيب » و « علاّم الغيوب ».
والنبيّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم شيئاً ممّا غاب عنه إلاّ ما علّمه الله إيّاه عن طريق الوحي ، الّذي انقطع بموته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال تعالىٰ : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) (٢) ؛ فالاستثناء في بعض أُمور الغيب خاصّ بالأنبياء.
جاء في ( نهج البلاغة ) ما يلي : قال له بعض أصحابه : لقد أُعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ؟ فضحك عليهالسلام وقال للرجل ـ وكان كلبياً ـ : ( يا أخا كلب ! ليس هو بعلم غيب ، وإنّما هو تعلّم من ذي علم ، وإنّما علم الغيب هو علم الساعة وما عدّد الله سبحانه بقوله : ( إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ
__________________
(١) سورة النمل : الآية ٦٥.
(٢) سورة الجنّ : الآيتان ٢٦ و ٢٧.