سنداً (١) ، إلاّ أنّ المتن فيها أيضاً لا يعارض ما أوردناه عليك قبل قليل ..
قال المجلسي ـ أعلىٰ الله مقامه ـ : « خبر السماء » ، أي : الخبر النازل ، سواء نزل عليهم بالتحديث ، أو نزل علىٰ مَن قبله.
وقال : وكون مثل هذا العالم بين العباد لطف ورأفة بالنسبة إليهم ، ليرجعوا إليه في كلّ ما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم ، والله أرأف بعباده من أن يمنعهم مثل هذا اللطف ، ويفرض طاعة مَن ليس كذلك فيصير سبباً لمزيد تحيّرهم (٢).
وفي رواية ثانية ـ هي صحيحة محمّد بن إسماعيل ـ قال ( أي محمّد ابن إسماعيل ) : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : « الأئمّة علماء صادقون مُفَهَّمون مُحدَّثون » (٣) ..
قال المجلسي : « علماء » : أي : هم العلماء المذكورون في قوله تعالىٰ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) الآية. « صادقون » : إشارة إلىٰ قوله سبحانه : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ). « مفَهَّمون » : من جهة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهَّمهم القرآن وتفسيره وتأويله ، وغير ذلك من العلوم والمعارف. « محدَّثون » : من الملك (٤).
__________________
(١) كالحديث الّذي أورده عن المفضّل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده ... الخ ، فإنّ من جملة رواته : سهل بن زياد ، وجماعة بن سعد الخثعمي ، أو الجعفي ؛ وهم لم يوثّقوا.
راجع : تنقيح المقال ـ للمامقاني ـ ٢ / ٧٥ ، ١ / ٢٣٠ ، ومعجم رجال الحديث ـ للسيد الخوئي ـ ٨ / ٣١٠ و ٥ / ١١٤.
(٢) مرآة العقول ٣ / ١٣٠.
(٣) الكافي ١ / ٢٧١ باب : إنّ الأئمّة عليهمالسلام محدَّثون مفَهَّمون.
(٤) مرآة العقول ٣ / ١٦٤.