وإنّما سُمّي مصحفاً لأنّه كتاب جامع لصحف مكتوبة ، وكلّ ما كان كذلك فهو مصحف لغة ، وإن لم يكن قرآناً أو فيه شيء من سوره وآياته.
وقد مرّ بنا أنّ الملائكة كانت تكلّم عمر بن الخطّاب وعمران بن حصين ; حسبما ورد في كتب أهل السُنّة ..
وجاء في القرآن الكريم أنّ الملائكة كلّمت مريم بنت عمران عليهاالسلام (١) ، وأنّه سبحانه قد أوحىٰ إلىٰ أُمّ موسىٰ (٢) ، وأيضاً أوحىٰ إلىٰ النحل (٣) ..
فهل يستكثر بعد هذا علىٰ أمير المؤمنين وسيّد الوصيين أن تكلّمه الملائكة في بيته ، وهو مولىٰ كلّ مؤمن ومؤمنة (٤) ..
وهو الّذي يدور معه الحقّ حيثما دار (٥) ..
__________________
(١) راجع : الآيات ١٦ ـ ٢١ من سورة مريم ، والآيات ٤٢ و ٤٣ من سورة آل عمران.
(٢) سورة القصص : الآية ٧.
(٣) سورة النحل : الآية ٦٨.
(٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ».
راجع : سُنن الترمذي ٥ / ٢٩٧ ، سُنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١١٠ و ١١٩ وصحّحه ، وأقرّه الذهبي كما في تلخيص المستدرك ، مسند أحمد ١ / ٨٤ و ١١٨ و ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٦٦ و ٤١٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٦ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ للألباني ـ ٤ / ٣٤٣.
وعدّه السيوطي في قطف الأزهار المتناثرة : ٢٧٧ من الأحاديث المتواترة ، وكذا الكتاني في نظم المتناثر : ٢٠٥.
وصحّحه جمع من أعلام أهل السُنّة ; قال ابن حجر في فتح الباري ٧ / ٦١ : أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. انتهىٰ.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٣٤ ـ ١٣٥ : عن عليّ رضياللهعنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار » ؛ وقال : هذا حديث صحيح علىٰ شرط مسلم ولم يخرّجاه.