وتخلّف عنه ، وقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « انفذوا بعث أُسامة ، لعن الله من تخلّف عنه » ..
وهو الحديث الّذي أرسله الشهرستاني في الملل والنحل في المقدّمة الرابعة إرسال المسلّمات ، وأورده أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة برواية أحمد بن إسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيار ، عن سعيد بن كثير الأنصاري ، عن رجاله ، عن عبد الله بن عبد الرحمٰن : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرض موته أمّر أُسامة بن زيد بن حارثة علىٰ جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعبد الرحمٰن ابن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وأمره أن يغير علىٰ « مؤتة » حيث قتل أبوه زيد ... إلىٰ آخر الحديث (١).
بل أفيد الدليمي : إنّ منزلة عمر بن الخطّاب عند عليّ عليهالسلام قد أفصح عنها عمر بن الخطّاب نفسه ، كما يروي ذلك مسلم في صحيحه ؛ قد روىٰ أنّ عمر بن الخطّاب خاطب عليّاً عليهالسلام والعبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال لهما في جملة كلام له : ... ثمّ توفّي أبو بكر وأنا وليُّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووليُّ أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً (٢).
فهذه شهادة صريحة من عمر في ما يراه أمير المؤمنين عليهالسلام عنه ، وهي تنسف ـ للأسف ـ كلّ جهود الدليمي في محاولة التمويه علىٰ الواقع
__________________
(١) راجع تتمّة الحديث في شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٥٢.
وانظر : تفاصيل سرية أُسامة في البداية والنهاية ٥ / ٣٣٢ ، الطبقات الكبرىٰ ٢ / ١٨٩.
وانظر : تفاصيل الموارد المتقدّمة وغيرها من مخالفات الخليفة عمر بن الخطّاب للكتاب والسُنّة في كتاب : النصّ والاجتهاد للسيد شرف الدين العاملي رحمهالله.
(٢) صحيح مسلم ٥ / ١٥٢ كتاب الجهاد والسير ، باب : الفيء.