الحقيقي الذي يحاول جاهداً ترقيعه بأي حال من الأحوال !
ومع ملاحظة المخالفات المتقدّمة للكتاب والسُنّة من قبل عمر بن الخطّاب ينبغي الالتفات إلىٰ أنّ الله عزّ وجلّ قد نهىٰ عباده عن مخالفته ، وأنّه قد هدّد نبيّه الأعظم ورسوله الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم إن تقوّل عليه بعض الأقاويل أن يقطع منه الوتين ـ أي : نياط القلب ; وهو : حبله ـ قال تعالىٰ : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) (١).
كما أنّ الله تعالىٰ أمر رسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقول للناس إن أرادوا منه تبديل حكم الله وكلامه : ( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ) (٢).
وقد ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً قوله : « وشرّ الأُمور محدثاتها ، وكلّ محدَث بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار » (٣).
كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « مَن أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو ردّ » (٤).
وروى الحاكم والطبراني وابن حبان ، عن عائشة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ستّة لعنتهم ولعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب ... والتارك لسنّتي » (٥).
وروي عن مالك بن أنس أنّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتّىٰ يأتيه الوحي من السماء.
__________________
(١) سورة الحاقة : الآيات ٤٤ ـ ٤٦.
(٢) سورة يونس : الآية ١٥.
(٣) سنن النسائي ٣ / ١٨٩.
(٤) صحيح البخاري ٣ / ١٨٨.
(٥) المستدرك علىٰ الصحيحين ـ للحاكم ـ ٢ / ٥٧٢ وصحّحه.