لإناطة الحكم فيها بأمر واحد.
على أنّ الأخبار واردة في النجاسة المغيّرة بالامتزاج وغيره على نهج واحد ، فالتفصيل بينهما خروج عن مقتضاها ؛ مضافا إلى أنّ قضيّة ما ذكر تقدير الصفة المتوسطة في حقيقة الأوصاف ، وهو خلاف ظاهر القائل بالتقدير.
وفيه أيضا مخالفة ظاهرة لظواهر الأخبار.
و (١) احتجّ العلّامة رحمهالله (٢) بأنّ التغيير الذي هو مناط النجاسة دائر مع الأوصاف ، فإذا فقدت وجب تقديرها.
وفي المدارك (٣) والمعالم وغيرهما : أنّه إعادة للمدّعى.
قلت : بل ظاهره (٤) متدافع ؛ إذ مع تسليم دوران التغيير (٥) الذي هو المناط في النجاسة مع الأوصاف يلزم انتفاؤه مع عدمها الموجب لانتفاء النجاسة ، فلا وجه لتقدير الأوصاف ، فمقتضى الدليل المذكور ردّ القول بالتقدير (٦) لا ثبوته.
وقد يوجّه بأنّ مقصوده من التغيير هو مغلوبيّة (٧) ذات الماء بالنجاسة (٨) ، وتغيّره في ذاته بسبب امتزاجه بها ، فربّما يكون ذلك التغيير (٩) مخرجا له عن الحقيقة الاسميّة ، وقد يكون سببا لزوال الأوصاف ، وقد لا يوجب شيئا منهما.
__________________
(١) لم ترد في ( ب ) و ( د ) : « و ».
(٢) نقله عنه المحقق الكركي في جامع المقاصد ١ / ١١٤ ، والعاملي في المدارك ١ / ٢٩ ، ولم نجدها في أكثر كتبه المطبوعة التي راجعناها.
(٣) مدارك الأحكام ١ / ٢٩.
(٤) في ( د ) : « طاهره ».
(٥) في ( د ) : « التغيّر ».
(٦) في ( ج ) : « في التقدير ».
(٧) في ( د ) : « مغلوبيّته ».
(٨) في ( د ) : « للنجاسة ».
(٩) في ( د ) : « التغيّر ».