وعليه فيبقى ما ذكرنا من الأمارات خاليا عن المعارض ، مع أن نصر لم يلق عثمان فيكون مرسلا ، والناقل غير معلوم ، وليس هو من معشر يقبل مراسيلهم (١) ، وفي التعليقة : وفسقه ارتفع بالتوبة ، بل الظاهر من قولهم : ثم تاب أنه لم يمتدّ الفسق ، فحاله حال البزنطي ، وابن المغيرة وغيرهما من الثقات ، والتأمل في توبته لأن الناقل نصر ليس بمكانه لاعتماد المشايخ كالكشي وغيره عليه في النقل في تراجم كثيرة لا تعدّ ولا تحصى (٢). إلى آخره.
قلت : الذين وقفوا ثم رجعوا من الأجلاّء جماعة كثيرة مثل : عبد الرحمن ابن الحجاج ، ورفاعة بن موسى ، ويونس بن يعقوب ، وجميل بن دارج ، وحماد ابن عيسى ، والحسن بن علي الوشّاء ، وغيرهم ممّن ذكرهم الشيخ الطوسي في الغيبة ، وذكر كيفيّة وقوفهم ورجوعهم (٣).
وممّا يؤيد ويشهد برجوع عثمان كأضرابه روايته عن الرضا عليهالسلام على نسق من يروي عنه ممّن أخذوه إماما وحجّة ، ففي الكافي في باب الرجل يأخذ الحجّة فلا يكفيه : بإسناده عن عثمان بن عيسى ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : ما تقول في الرجل يعطى الحجّة فيدفعها إلى غيره؟ قال : لا بأس به (٤).
وأمّا قول النجاشي في صدر ترجمته : كان شيخ الواقفة ووجهها (٥) ، الظاهر في الدوام ، أو كون الوقف في مدّة طويلة ، فأجاب عنه المحقق السيد صدر الدين : بإمكان حمل عبارته على الذين وقفوا في ابتداء الوقف لا فرقه
__________________
(١) أي : مثل قبول مراسيل ابن أبي عمير على ما قيل ، وهو محل نزاع عند المتأخرين ، فلاحظ.
(٢) تعليقة البهبهاني : ٢١٨ ، ولا يخفى ما في العبارة الأخيرة من مبالغة ظاهرة.
(٣) الغيبة للطوسي : ٤٧.
(٤) الكافي ٤ : ٣٠٩ / ٢.
(٥) رجال النجاشي : ٣٠٠ / ٨١٧.