وقد لقّب [الواقفة] (١) بعض مخالفيها ممن قال بإمامة علي بن موسى (عليهما السّلام) : الممطورة وغلب عليها هذا الاسم وشاع لها.
وكان سبب ذلك أن علي بن إسماعيل الميثمي ، ويونس بن عبد الرحمن ناظر بعضهم ، فقال له علي بن إسماعيل ـ وقد اشتد الكلام بينهم ـ : ما أنتم إلاّ كلاب ممطورة ، أراد أنّكم أنتن جيف ، لأنّ الكلاب إذا أصابها المطر فهي أنتن من الجيف ، فلزمهم هذا اللقب ، فهم يعرفون به اليوم ، لأنه إذا قيل للرجل أنه ممطور فقد علم (٢) أنه من الواقفة على موسى بن جعفر (عليهما السّلام) خاصّة ، لأن كلّ من مضى منهم فله واقفة وقفت عليه ، وهذا اللّقب لأصحاب موسى خاصة (٣). انتهى.
وبعد التأمل في كلامه وما قبله تعلم أنه لا شبهة في نسبة من رمى ـ من لم يدرك الرضا عليهالسلام إلى الوقف ـ إلى الاشتباه ، وسماعة لم يدركه ، فلا يكون واقفيا حتى بالمعنى الذي حملنا عليه كلام الشيخ لما رواه الصدوق في العيون والخصال والإكمال : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن عبد الله بن الصلت ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران ـ مولى أبي جعفر عليهالسلام ـ في منزل ، فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : نحن اثنا عشر محدّثا ، فقال له أبو بصير : لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله عليهالسلام فحلفه مرّة أو مرتين فحلف أنه سمعه ، قال أبو بصير : لكني سمعته من أبي جعفر عليهالسلام (٤). وأنّى للواقفي
__________________
(١) ما بين المعقوفتين من المصدر.
(٢) أورد المصنف هنا رمز الاستظهار ، كما وأنه في المصدر : عرف.
(٣) فرق الشيعة : ٨١.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٥٦ / ٢٣ والخصال ٤٧٨ / ٤٥ وكمال الدين ٣٢٥ / ٦.