بأيّ معنى أن يروي هذا الحديث.
وممّا يشهد أنه لم يدرك الرضا عليهالسلام أن البرقي في رجاله يقول : أصحاب فلان ـ يعني : أحد الأئمة عليهمالسلام ـ فيذكر أولا من أدركه من أصحاب جدّه ، ثم من أدركه من أصحاب أبيه (عليهما السّلام) ثم يذكر من نشأ في عصره من غير ترتيب ، فقال في أصحاب أبي الحسن عليهالسلام : سماعة بن مهران مولى حضرموت ، ويقال : مولى خولان كوفي (١). إلى أن قال : أصحاب أبي الحسن علي بن موسى (عليهما السّلام) : من أدركه من أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام : حمّاد ،. وعدّ جماعة ، وقال : ومن أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السّلام). وعد جماعة. إلى أن قال : ومن نشأ في عصره إسحاق بن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) (٢). وعدّ جماعة كثيرة ، ولو كان سماعة من أصحابه لذكره في إحدى الطائفتين ، وهو من الرواة المعروفين الذين لم يكن لينساهم.
ومما يشهد لذلك أنّا لم نقف على أحد من أصحاب الرضا عليهالسلام ومن بعده يروي عنه ، كأحمد بن محمّد بن عيسى ، وابني سعيد ، وعلي ابن مهزيار ، والعباس بن معروف ، ومحمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم ، وأضرابهم من الرواة المكثرين ، بل رووا عنه بتوسط عثمان بن عيسى كما تقدم ، ومن جميع ذلك تبيّن عدم إمكان كونه واقفيا بالمعنى المعروف ، فمن رماه به فقد ارتكب ما لا يجوز في العادة من غير تأمّل.
ولقد أطال صاحب التكملة في نقل كلمات الفقهاء في الكتب وتضعيفهم الخبر من جهته لوقفه ، بل قال في أول الترجمة : وظاهر الأكثر على أنّه واقفي ،
__________________
(١) رجال البرقي : ٤٨.
(٢) رجال البرقي : ٥٣.