.................................................................................................
______________________________________________________
الضرورة وقايةً للنفس من خوف الهلاك ممّا لا ينبغي التأمل فيه.
مضافاً إلى ورود النصّ الخاصّ بذلك ، وهو موثّقة عمّار : في الرجل يصيبه العطاش حتّى يخاف على نفسه «قال : يشرب بقدر ما يمسك رمقه ، ولا يشرب حتّى يروى» (١).
المؤيّدة برواية مفضّل بن عمر وإن كانت ضعيفة السند قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إنّ لنا فتيات وشبّاناً لا يقدرون على الصيام من شدّة ما يصيبهم من العطش «قال : فليشربوا بقدر ما تروى به نفوسهم وما يحذرون» (٢).
وقد يقال : إنّ المذكور في الموثّقة العطاش ، أي من به داء العطش ، فتكون الرواية من أخبار باب ذي العطاش الأجنبي عمّا نحن فيه.
ويندفع : بأنّ الرواية وإن ذكرت في الوسائل وفي المدارك عن الكافي كما ذكر (٣) ، ولكن الظاهر أنّه تصحيف والنسخة الصحيحة : العطش ، بدل : العطاش ، كما في التهذيب والفقيه ، لأجل أنّ ذا العطاش لا يروى مهما شرب ، فما معنى نهيه عن الارتواء كما في الموثّقة؟! على أنّ الصوم ساقط عنه ، لدخوله فيمن يطيقونه ، فهو مأمور بالكفّارة لا بالصوم ، ومورد الموثّق هو الصائم كما لا يخفى ، فالظاهر أنّ العطاش اشتباه إمّا من الكافي أو من قلم النّساخ ، والصحيح ما أثبته الشيخ نقلاً عن الكليني وعن عمّار نفسه بلفظ «العطش» كما عرفت.
__________________
(١) الوسائل ١٠ : ٢١٤ / أبواب من يصحّ منه الصوم ب ١٦ ح ١ ، الكافي ٤ : ١١٧ / ٦ ، الفقيه ٢ : ٨٤ / ٣٧٦ ، التهذيب ٤ : ٢٤٠ / ٧٠٢ و ٣٢٦ / ١٠١١.
(٢) الوسائل ١٠ : ٢١٤ / أبواب من يصحّ منه الصوم ب ١٦ ح ٢.
(٣) المدارك ٦ : ٢٩٨ وفيه : العطش.