.................................................................................................
______________________________________________________
عمّن جعل لله عليه أن لا يركب محرّماً سمّاه فركبه ، قال : لا ولا أعلمه إلّا قال : «فليعتق رقبة ، أو ليصم شهرين متتابعين ، أو ليطعم ستين مسكيناً» (١).
ولكنّها ضعيفة السند ، وليست الشهرة بمثابة تبلغ حدّ الجبر على القول به ، فإنّ المسألة خلافيّة وإن كان الأكثر ذهبوا إلى ذلك ، ووجه الضعف أنّ السند وإن كان صحيحاً إلى جميل إلّا أنّ الراوي بعده وهو عبد الملك ضعيف ، إذ لم يرد في حقّه أيّ توثيق أو مدح ، عدا ما حكي عن الصادق (عليه السلام) من دعائه له ولدابّته ، ولا شك أنّ هذا مدحٌ عظيم ، إذ يكشف عن شدّة حبّه (عليه السلام) له بمثابةٍ يدعو لدابّته فضلاً عن نفسه ، ولكن الراوي لهذه الرواية هو عبد الملك نفسه ، حيث قال : قال لي الصادق (عليه السلام) : «إنِّي لأدعو لك ولدابّتك» (٢) ولا يمكن إثبات المدح أو التوثيق لأحدٍ برواية يرويها هو نفسه ، للزوم الدور كما لا يخفى.
فهذه الرواية لأجل ضعف السند ساقطة غير صالحة للاستدلال.
ومنها : ما رواه الكليني في الصحيح عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن علي بن مهزيار ، قال : وكتب إليه يسأله : يا سيّدي ، رجل نذر أن يصوم يوماً فوقع ذلك اليوم على أهله ، ما عليه من الكفّارة؟ فكتب اليه : «يصوم يوماً بدل يوم ، وتحرير رقبة مؤمنة» (٣).
ومرجع الضمير في قوله : «وكتب إليه» هو الهادي (عليه السلام) المذكور في الكافي فيما قبل هذه الرواية (٤). والمراد بالأشعري هو أحمد بن إدريس الذي هو
__________________
(١) الوسائل ١٠ : ٣٧٩ / أبواب بقية الصوم ب ٧ وج ٢٢ : ٣٩٤ / أبواب الكفارات.
(٢) رجال الكشي : ٣٨٩ / ٧٣٠.
(٣) الوسائل ٢٢ : ٣٩٢ / أبواب الكفّارات ب ٢٣ ح ٢ ، الكافي ٧ : ٤٥٦ / ٢٢.
(٤) الكافي ٧ : ٤٥٦ / ١١.