.................................................................................................
______________________________________________________
جدّه ولم يذكر والده ، وأقام شواهد على ذلك (١).
وكلّها على تقدير صحّتها وتماميّتها لا تفيد أكثر من الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وإن أطال الكلام فيها ، إذ بعد أن كان الظبيّ والأزدي أيضاً من أصحاب الرضا ولهما روايات كثيرة فكيف يمكن الجزم بأنّ المراد به ما ذكره من غير أيّة قرينة تقتضيه؟! وما ذكره من الشواهد لا تخرج عن حدود الظنّ كما عرفت.
وعليه ، فيعامل مع الرواية معاملة الضعيف بطبيعة الحال.
وتوضيح المقام : أنّ الأصل فيما ذكره الأردبيلي هو ما في رجال السيّد التفريشي ، حيث ذكر عند ترجمة إبراهيم بن نعيم العبدي الذي هو اسم لأبي الصباح الكناني أنّه روى عنه محمّد بن الفضيل ، وذكر أنّ الصدوق في كتاب الفقيه روى كثيراً عن محمّد بن فضيل عن الكناني (٢). ولم يذكر في المشيخة طريقة إليه ، وإنّما ذكر فيها طريقه إلى محمّد بن القاسم بن فضيل مع أنّه لم يرو عنه في الفقيه إلّا في موضعين. ومن البعيد عقد الطريق لأجل هذين الموضعين وإهماله الطريق إلى من روى عنه كثيراً أعني : محمّد بن فضيل فلأجل هذه القرينة يستكشف أنّ مراده من محمّد بن فضيل هو محمّد بن القاسم بن فضيل.
ثمّ استدرك أخيراً هذا الكلام وقال : لعلّ الصدوق لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمّد بن فضيل كما لم يذكر طريقه إلى الكناني أيضاً ، مع أنّه روى كثيراً عنه أيضاً (٣) ، فلا يمكن استكشاف أنّ مراده به هو محمّد بن القاسم بن فضيل.
أقول : ما ذكره أخيراً هو الصحيح ، فإنّ الصدوق يروي في موارد كثيرة
__________________
(١) جامع الرواة ٢ : ١٧٤ ١٧٥.
(٢) نقد الرجال ١ : ٩٢ / ١٥٨.
(٣) نقد الرجال ١ : ٩٤.