الأخبار العامّة المؤيّدة بالرواية المتقدّمة التي هي نصّ في شرعيّته.
وما في الرواية من ضعف السند فيمكن التفصّي عنه بأنّ من المستبعد كون مثل هذه الرواية المشتملة على تلك الخصوصيّات موضوعة.
هذا ، مع أنّ المقام مقام المسامحة ، فلا يلتفت إلى ضعف السند.
اللهمّ إلّا أن يقال : إنّ قاعدة التسامح لا تقتضي الحكم بصدور الرواية حتى تصلح قرينة لصرف الصحيحة عن ظاهرها ، فارتكاب التأويل فيها بواسطة التسامح مسامحة في القاعدة ، فليتأمّل.
وأمّا القنوت الثاني ـ أي القنوت قبل الركوع في الركعة المفردة ـ فممّا لا شبهة فيه ، وتدلّ عليه أخبار متظافرة سيأتي نقلها في باب القنوت إن شاء الله.
وأمّا ما ذكروه من القنوت الثالث الذي بعد الرفع من الركوع فلم يعلم مستنده.
نعم ، يستحبّ الدعاء بعد الرفع بالمأثور.
فعن الكليني رحمهالله بسنده قال : كان أبو الحسن عليهالسلام إذا رفع رأسه في آخر ركعة من الوتر قال : «هذا مقام من حسناته نعمة منك ، وسيّئاته بعمله» (١) إلى آخر الدعاء.
فإن أرادوا بالقنوت هذا ، فلا مشاحّة [في الاصطلاح] (٢). وإن أرادوا القنوت بالكيفيّة المعهودة ، فلا دليل عليه ، بل الأدلّة تنفيه ؛ لدلالة الأخبار (٣) المتكاثرة على
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٢٥ / ١٦ ، وليس فيه «وسيّئاته بعمله». وأورده كما في المتن البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٤٣.
(٢) ما بين المعقوفين يقتضيه السياق.
(٣) راجع : الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القنوت.