أنّ محلّ القنوت الموظّف قبل الركوع ، وفي بعضها : «ما أعرف قنوتا إلّا قبل الركوع» (١).
وتدلّ عليه بالخصوص صحيحة معاوية بن عمّار أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن القنوت في الوتر ، قال : «قبل الركوع» قال : فإن نسيت أقنت إذا رفعت رأسي؟
قال : «لا» (٢).
السادس : ربّما يظهر من جملة من الأخبار : استحباب نوافل خاصّة بين المغرب والعشاء ، كصلاة الغفيلة والوصيّة وغيرهما ،فهل هي غير نافلة المغرب ، فتكون حينئذ النوافل المسنونة في اليوم والليلة زائدة على الإحدى والخمسين ، أو أنّها خصوصيّات مستحبّة فيها ، فتكون رعايتها موجبة للأفضليّة ، لا أنّه يؤتي بها زائدة على العدد الموظّف امتثالا لهذه الأوامر؟
وتنقيح المقام يتوقّف على نقل الأخبار الواردة ، وتحقيق ما تقتضيه قواعد الجمع.
فنقول : أمّا الغفيلة : فقد ورد فيها أخبار كثيرة :
منها : ما عن الشيخ في كتاب المصباح عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من صلّى بين العشاءين ركعتين يقرأ في الأولى الحمد و [قوله :] (٣) (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) ـ إلى ـ (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (٤)
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٤٠ / ١٣ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القنوت ، ح ٦.
(٢) الفقيه ١ : ٣١٢ / ١٤٢١ ، الوسائل ، الباب ١٨ من أبواب القنوت ، ح ٥.
(٣) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٤) الأنبياء ٢١ : ٨٧ و ٨٨.