فيبتدئ الصلاة من غير أن يحدث وضوءا ، فأعلم أنّه لم ينم في سجوده ولا أغفى (١) ، ولا يزال إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، ثمّ إذا صلّى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فيصلّي المغرب من غير أن يحدث حدثا ، ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلّي العتمة ، فإذا صلّى العتمة أفطر على شواء يؤتى به ، ثمّ يجدّد الوضوء ثمّ يسجد ثمّ يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ، ثمّ يقوم فيجدّد الوضوء ثمّ يقوم فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتّى يطلع الفجر ، فليست أدري متى يقول الغلام : إنّ الفجر قد طلع ، إذ وثب هو لصلاة الفجر ، هذا دأبه منذ حوّل [إليّ] (٢) الحديث.
واحتمال عدم تمكّن الإمام عليهالسلام من معرفة الوقت بطريق علميّ بواسطة الحبس ، فيخرج عن محلّ الكلام ، في غاية البعد.
وهل يعتبر في التعويل على قول الثقة إفادته الظنّ الفعلي؟ فيه وجهان ، أوجههما : العدم.
نعم ، قد يقوى في النظر عدم جواز الاعتماد عليه لدى التمكّن من استكشاف الحال بطريق علميّ ـ كما هو المفروض في المقام ـ ما لم يحصل الظنّ بل الوثوق من خبره وإن كان الأقوى خلافه.
ويلحق بخبر الثقة أذانه إذا انحصر وجهه في الإعلام ، كما هو الغالب المتعارف ، فيجوز التعويل عليه حيثما جاز الاعتماد على خبره ، كما يدلّ عليه
__________________
(١) أغفيت : نمت نومة خفيفة. لسان العرب ١٥ : ١٣٠ «غفا».
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٦ ـ ١٠٧ / (الباب ٨) ح ١٠ ، الوسائل ، الباب ٥٩ من أبواب المواقيت ، ح ٢ ، وما بين المعقوفين من المصدر.