ما فيه ما فيهم لا يمترون به |
|
وليس في القوم ما فيه من الحسن |
ماذا الذي ردّهم عنه فنعلمه؟ |
|
ها إنّ ذا غبننا من أعظم الغبن! |
قال الزبير : فبعث إليه علي فنهاه ، أمراً لا يعود وقال : لسلامة الدين أحبُّ إلينا من غيره.
فهذه الكلم والخطب عن عليٍّ تعرب عن إخلاصه للدين وحبّه لحفظ الوثام والسلام بين المسلمين وانّه لو لا خوف محق الدين لما ترك الأمر إلى الغير ، ولقام بالسلاح والكراع على أخذ حقّه.
« ولو لا مراعاة عليّ للأوضاع والظروف التي أحاطت بالاسلام في تلك الفترة من تاريخه ، لحدثت تطوّرات في تاريخ الاسلام لا نستطيع أن نقدّر مدى أثرها السيّئ على جهود الرسول والوصي والمخلصين من الصحابة ، ولكنّه أدركت ذلك ، وأحصى ما سيجرّه تصلّبه في موقفه من الغنائم على المرتدّين والمنافقين الذين أضمروا الدمار للاسلام » (١).
كان الامام ينطر إلى أنّ طوائف من العرب على عتبة الارتداد عن الاسلام ، وانّ بين المسلمين في المدينة طابور خامس يتحيّن الفرص للقضاء على الاسلام وإحياء الجاهلية ، فلم ير بدّاً من التسليم للأمر الواقع ومماشاة الخلفاء ، ورفع مشاكل المسلمين في المسائل المستجدّة والمستعصية والاجابة على أسئلة الوافدين إلى غير ذلك من الاُمور التي استغرقت قرابة خمس وعشرين سنة من حياته ، إلى عام ٣٥ الذي قتل فيه عثمان بمرأى ومسمع من المهاجرين والأنصار. وقد أحدث في الاسلام اُموراً أدَّت إلى الفتك به ، وكان
__________________
١ ـ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة ٢٨.