وزهق ، واطمأنّ الدين وتنهنه » (١).
ورواه أبو الحسن علي بن محمّد المدائني عن عبد اللّه بن جنادة ، قال : قدمت من الحجاز اُريد الطريق في أوّل إمارة علي عليهالسلام فمررت بمكّة فاعتمرت ، ثم قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول اللّه ، إذ نودي : الصلاة جامعة ؛ فاجتمع الناس وخرج علي عليهالسلام متقلّداً سيفه ، فشخصت الأبصار نحوه ، فحمد اللّه وصلّى على رسوله ، ثم قال : أمّا بعد ، فلمّا قبض اللّه نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قلنا : نحن أهله وورثته ، وعترته ، وأولياؤه دون الناس ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، ولا يطمع في حقّنا طامع ، إذ انبرى لنا قومنا ، فغصبونا سلطان نبينا ، فصارت الإمرة لغيرنا ـ إلى أن قال : ـ وأيم اللّه ، لو لا مخافة الفرقة بين السلمين ، وأن يعود الكفر ويبور الدين ، لكنّا على غير ما كنّا لهم عليه فوليَ الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا » (٢).
كان الامام عليهالسلام يرى انّ الدعوة إلى نفسه تؤدّي إلى تعرّض الاسلام إلى الأخطار المهلكة.
روى الزبير بن بكار ، قال : روى محمد بن إسحاق أنّ أبابكر لمّا بويع افتخرت تيم بن مرة ، قال : وكان عامة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكون انّ عليّاً هو صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال بعض بني هاشم شعراً مدح فيه الامام وعاب المتقمّصين وقال :
ما كنت أحسِب أنّ الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن |
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسنن؟ |
وأقرب الناس عهداً بالنبيّ وَمن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، قصم الكتب ٦٢.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٣٠٧ ، والكلمتان متقاربتان.