عليهالسلام : « إنّهم لمّا تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربّانيون والأحبار نزلت بهم العقوبات » (١) وورد : « لا تزال اُمّتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء » (٢) إلى غير ذلك من درر الكلمات التي نقلت عن معادنها.
فقد تحصل ممّا ذكرنا :
أوّلا : إنّ علمه سبحانه يعم كل الأشياء ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
وثانياً : إنّه سبحانه كل يوم هو في شأن.
وثالثاً : إنّ لأفعال العباد ، تأثيراً في حسن العاقبة وسوئها ، ونزول الرحمة والبركة ، أو العقاب والنقمة.
إذا وقفت على هذه المقدّمات الثلاث فاعلم أنّه يقع الكلام في البداء في مقامين :
١ ـ البداء في مقام الثبوت : أي تغيير المصير بالأعمال الصالحة أو الطالحة.
٢ ـ البداء في مقام الاثبات : أي الاخبار عن تحقق الشيء علماً بالمقتضى مع خفاء المانع.
__________________
١ ـ الوسائل ج ١١ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الباب ١ الحديث ٧.
٢ ـ المصدر نفسه ، الحديث ١٨.