على كافة أهل العصر ، واشتهر بكمال الفعل والعلم والزهد والشجاعة (١) روى عنه لفيف من الفقهاء والمحدّثين ما يربو على ١٥٠ شخصاً (٢) وتوفّي عام ٢٦٠ ، ودفن في داره التي دفن فيها أبوه بسامراء.
وخلّف إبنه المنتظر لدولة الحق ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت ، وشدّة طلب السلطة ، واجتهادها في البحث عن أمره ولكنّه سبحانه حفظه من شرار أعدائه كما حفظ سائر أوليائه كإبراهيم الخليل وموسى الكليم ، فقد خابت السلطة في طلبهما والاعتداء عليهما.
وقد اشتهر الإمام بالعسكري لأنّه منسوب إلى عسكر ويراد به سرّ من رأى الذي بناها المعتصم ، وانتقل إليها بعسكره ، وأمّا نسبة الإمام إليه لأنّ المتوكّل أشخص اباه عليّاً إليها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر فنسب هو وولده إليها (٣).
وقال السبط ابن الجوزي : كان عالماً ثقة روى الحديث عن أبيه عن جدّه ومن جملة مسانيده حديث في الخمر عزيز.
ثمّ ذكر الحديث عن جدّه أبي الفرج الجوزىّ في كتابه المسمّى بتحريم الخمر ثمّ ساق سند الحديث إلى الحسن العسكري وهو يسند الحديث إلى ابائه إلى علي بن أبي طالب وهو يقول : اشهد باللّه لقد سمعت محمّداً رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أشهد باللّه لقد سمعت جبرائيل يقول : أشهد باللّه لقد سمعت ميكائيل يقول : أشهد باللّه لقد سمعت إسرافيل يقول : أشهد باللّه على اللوح المحفوظ انّه قال : سمعت اللّه يقول « شارب الخمر كعابد الوثن » (٤).
__________________
١ ـ المفيد : الارشاد ٣٣٥.
٢ ـ العطاردي : مسند الامام العسكري وقد جمع فيه كل ما روي عنه وأسند إليه.
٣ ـ ابن خلكان : وفيات الأعيان ٢ / ٩٤.
٤ ـ تذكرة الخواص ٣٢٤.